بعد شغور دام عامين.. البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيساً للبلاد
بعد شغور دام عامين.. البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيساً للبلاد
انتخب البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، منهياً شغوراً رئاسياً استمر أكثر من عامين وساهم في تفاقم الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
نال عون تأييد 99 نائباً من أصل 128 شاركوا في عملية التصويت خلال الجلسة الثانية التي انعقدت بعد توقف استمر ساعتين، التقى خلاله ممثلون من حزب الله وحركة أمل مع عون في البرلمان، ليحسم دعمهما الموقف، بحسب فرانس برس.
وصل عون، الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ61 يوم الجمعة، إلى مقر البرلمان في وسط بيروت بملابس مدنية سوداء، حيث أدى القسم الدستوري فور إعلان النتيجة متعهداً بالحفاظ على الدستور وسيادة لبنان وسلامة أراضيه.
تفاصيل عملية الانتخاب
خلال الدورة الأولى، حصل عون على 71 صوتاً، وهو ما لم يؤهله للفوز نظراً لضرورة الحصول على أغلبية الثلثين (86 صوتاً) في هذه الدورة.
وجرت الدورة الثانية من الاقتراع، التي حصل فيها على 99 صوتاً، بينما اقترع 9 نواب بأوراق بيضاء و13 لصالح عبارات منها "السيادة والدستور".
دعم دولي وتحديات
حظي عون بدعم واضح من دول عدة، بينها الولايات المتحدة، فيما يواجه جوزيف عون تحديات داخلية عديدة تشمل، إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب بجانب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله جنوب نهر الليطاني، وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية.
وأعرب البابا فرانسيس عن أمله في أن يسهم انتخاب عون في تحقيق الاستقرار المؤسساتي اللازم لمواجهة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الخطير في لبنان.
ويمثل انتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان بداية مرحلة جديدة، وسط أزمات داخلية وضغوط خارجية، وهو ما يجعل التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد محكاً حقيقياً لقدرته على قيادة البلاد نحو الاستقرار والإصلاح.
جوزيف خليل عون
وُلِد جوزيف خليل عون في 10 يناير 1964، في بلدة سن الفيل بقضاء المتن، وهو في الأصل من بلدة العيشية الجنوبية، وهو أب لطفلين ويتحدّث الفرنسية والإنجليزية، ويحمل إجازة في العلوم السياسية.
وشغل منصب قائد الجيش اللبناني (القائد الرابع عشر للجيش)، تولى منصبه في 8 مارس 2017، خلفًا للعماد جان قهوجي، بدأ عون مسيرته العسكرية كمتطوع في عام 1983، وشارك منذ عام 1984 في العديد من الدورات العسكرية والورشات التدريبية، إضافة إلى العديد من الدورات في الخارج، خاصة في الولايات المتحدة.
وفي عام 2015، تم تعيينه قائدًا للواء التاسع المنتشر في جنوب لبنان، وفي عام 2016 نُقل إلى القطاع الشرقي على الحدود مع سوريا، حيث تعامل مع تهديد تنظيم داعش في ذلك الوقت.
وكان يفترض أن يتقاعد عون في يناير 2024 ولكن تمّ التمديد له مرتين، على وقع الأزمات السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان منذ سنوات، ولتجنّب فراغ في السلطة العسكرية.
ومنذ تولي عون قيادة الجيش، أطلق حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية، مما أثر على العديد من العسكريين، وأسهمت سمعة عون كمحارب للفساد في ترسيخ صورته كشخصية موثوقة قادرة على إنقاذ البلاد من الانهيار.